في أرابيت بقلم

“اضربوهن” أم اصربوهن؟

كتب مستفسر: “في هذه الايام بعض الاساتذة في الجامعات (في تركيا) يفسرون آية “فاضربوهن” بالابتعاد وبقطع العلاقات وأشباه ذلك، ويقولون ان كلمة الضرب ليست هنا بمعنى “الضرب الحقيقي”. ويعتمدون على المعاجم. وبالاضافة الى ذلك، الناس يدافعون عن انفسهم بان الضرب لا يلائم هذا العصر و لذلك يغيرون معنى الآية. أنا اريد ان أسأل شيئيين: انتم كيف تقيمون هذا؟ وهل يوجد مجال لان تفسر هذه الآية بهذا المعنى من جهة العربية، اعني أنتم حينما تقرؤون هذه الآية هل ياتي هذا المعنى ببالكم؟”

المادة هنا من موقع أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=202132

القول في تأويل قوله: (( وَاضْرِبُوهُنَّ )) من تفسير الطبري: الآية: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (النساء 34).

قال أبو جعفر (الطبري): يعني بذلك جل ثناؤه: فعظوهن، أيها الرجال، في نشوزهن، فإن أبينَ الإياب إلى ما يلزمهن لكم، فشدّوهن وثاقًا في منازلهن، واضربوهن ليؤبن إلى الواجب عليهن من طاعته الله في اللازم لهنّ من حقوقكم.

وقال أهل التأويل: صفة الضرب التي أباح الله لزوج الناشز أن يضربها: الضربُ غيرُ المبرِّح.
ذكر من قال ذلك:
9378 – حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن سعيد بن جبير: ” واضربوهن “، قال: ضربًا غير مبرح.

9379 – حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يحيى بن واضح قال، أخبرنا أبو حمزة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير مثله.

9380 – حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي قال: الضرب غير مبرّح.

9381 – حدثني المثنى قال، حدثنا حبان بن موسى قال، حدثنا ابن المبارك قال، أخبرنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ” واضربوهن “، قال: ضربًا غير مبرح.

9382 – حدثنا المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ” واهجروهن في المضاجع واضربوهن “، قال: تهجرها في المضجع، فإن أقبلت، وإلا فقد أذن الله لك أن تضربها ضربًا غير مبرح، ولا تكسر لها عظمًا.
9383 – حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الحسن وقتادة في قوله: ” واضربوهن “، قال: ضربًا غير مبرح.

9384 – وبه قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن جريج قال: قلت لعطاء: ” واضربوهن “؟ قال: ضربًا غير مبرح.

9385 – حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: ” واهجروهن في المضاجع واضربوهن “، قال: تهجرها في المضجع. فإن أبت عليك، فاضربها ضربًا غير مبرح = أي: غير شائن.

9386 – حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء قال: قلت لابن عباس: ما الضرب غير المبرّح؟ قال: السواك وشبهه، يضربها به.

9387 – حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال، حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء قال، قلت لابن عباس: ما الضرب غير المبرح؟ قال: بالسواك ونحوه.

9388 – حدثنا المثنى قال، حدثنا حبان بن موسى قال، أخبرنا ابن المبارك قال، أخبرنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته: ” ضربًا غير مبرح “، قال: السواك ونحوه.

9389 – حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تهجروا النساء إلا في المضاجع، واضربوهن ضربًا غير مبرح = يقول: غير مؤثّر.

9390 – حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن عطاء: ” واضربوهن “، قال: ضربًا غير مبرح.

9391 – حدثنا المثنى قال، حدثنا حبان قال، أخبرنا ابن المبارك قال، حدثنا يحيى بن بشر، عن عكرمة مثله.

9392 – حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: ” واضربوهن “، قال: إن أقبلت في الهجران، وإلا ضربها ضربًا غير مبرح

9393 – حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب قال: تهجر مضجعها ما رأيتَ أن تنـزع.

فإن لم تنـزع، ضربها ضربًا غير مبرح.

9394 – حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، حدثنا هشيم، عن يونس، عن الحسن: ” واضربوهن “، قال: ضربًا غير مبرح.

9395 – حدثني المثنى قال، حدثنا حبان قال، حدثنا ابن المبارك قال، أخبرنا عبد الوارث بن سعيد، عن رجل، عن الحسن قال: ضربًا غير مبرح، غير مؤثر.

مصادر هذه النقولات من هنا :
http://www.qurancomplex.org/Quran/ta…4&nAya=34#4_34

تعليق تأصيل الكلام:
أن تتفق جماعة الكلام على أن ضرب النساء من نوع “غير مبرح” افتراض لأنه يُقال: “ضربه فقتله” و”الضربة القاضية” فالقاضية صفة الضربة بلا تحديد لقوتها أو تأثيرها. وإنما يُلفت إلى أن جماعة الكلام عندما تقول “كلام مهمل” فالقصد ليس الكلام الذي لا قيمة له وإنما الكلام غير المنقوط.
وسبب ذلك أن العرب لم يحتاجوا التنقيط لأنه كلامهم يعرفونه، وبقيت ألوف المخطوطات بلا تنقيط حتى القرن الثالث عشر الميلادي، وترون في الصورة الملحقة بهذا المقال نسخة من أقدم نسخ القرآن الكريم وهي بلا تنقيط ومثلها عشرات.
ومن حق الناطق بلغة أم ابتكار الكلام فهو كلام الناس لا كلام الكتبة، وربما احتاج الناس إلى كلام جديد للتعبير عن أشياء وحالات جديدة تتطلب التحديد بكلام مفهوم فلجأوا إلى تعديل كلام شائع لينطق بحالة أو شيء جديد. من ذلك، مثلاً، صر التي نقطت ولفظت مختلفة عن الحرف الأصل، أي بحرف الضاد وهو من الحروف المستحدثة والدليل الذي لا دليل بعده هو ألوف الصلصاليات الآكادية المكتشفة في بلاد ما بين النهرين وليس فيها للضاد حرف.
ولا حاجة لمعظم الناس بمفسرين يشرحون لهم كلام القرآن الكريم فاللغة لغتهم والكلام كلامهم، والانسان يقرأ على قدر حاجته وطاقته.

والسؤال: ما هو الدليل القاطع على أن كلمة “اضربوهن” في الآية المعروفة بالضاد لا بالصاد؟ لا يوجد دليل قاطع سوى افتراض جماعة الكلام نفسها في زمن لحق بتنزيل القرآن الكريم لأن نسخ القرآن الأولى كانت مهملة التنقيط والتشكيل.
ويلاحظ في الآية نوع من المصاعدة التي تبدأ بالوعظ ثم الهجر فِي الْمَضَاجِعِ ثم “الضرب”. ويمكن للإنسان أن يتصور حالة أعلى هي المباعدة وقطع الكلام، وهي غير مقصورة على الرجال فربما رأت المرأة أن تهجر غرفة النوم إلى غرفة أخرى ومثلها الرجل، أو أن ينقطع بينهما الكلام.
وللنظر معاً ما ساقه المعجمون في مطلب لسان العرب “صرب”: الصَّرْبُ والصَّرَبُ اللبن الحَقينُ الحامِض، وقيل هو الذي قد حُقِنَ أَياماً في السقاءِ حتى اشتدَّ حَمَضُه واحدته صَرْبَةٌ وصَرَبَةٌ. يقال: جاءنا بِصَربة تَزْوي الوجه. وفي حديث ابن الزبير: فيأْتي بالصَّربة من اللبن هو اللبن الحامض، وصَربه يَصْرُبُه صَرْباً فهو مَصْروب وصَريب، وصَرَبه: حلب بعضَه على بعض وتركه يَحْمَضُ، وقيل صَرَبَ اللبنَ والسمنَ في النِّحْي. الأَصمعي: إِذا حُقِن اللبن أَياماً في السقاءِ حتى اشتَدَّ حَمَضُه فهو الصرْب والصرَب.”
إذاً، شرطٌ في ان يصبح اللبن صرباً أن يحقن “أياماً” في السقاء. فالاسم هو الصرب والفعل صرب يصرب والمفعول مصروب والأمر الجمع للمؤنث “اصربوهن.” هنا يصبح الفارق هذه النقطة فإما أن تكون بالصاد أو بالضاد، وتصبح، إذ ذاك، مفتوحة للمناقشة والتدارس.
أما أن يقول هذا المفسر والثاني والثالث إن الكلمة “اضربوهن” فيُقال لهم جميعاً: أنتم لا تعرفون العربية أكثر منا ولكم رأي نحترمه ولنا رأي يجب عليكم احترامه فكلام القرآن منزل لا كلامكم ونحن سنقرأها من الآن فصاعدا “اصربوهن”، أي انقطعوا عنهن أياما فما سُمع قط عن سيد العرب والناس أجمعين محمد بن عبد الله أنه ضرب امرأة.

(Visited 4 times, 1 visits today)

Last modified: 31 ديسمبر، 2022

اشترك للحصول على نصائحنا الأسبوعية ، ومهاراتنا ، ومعداتنا ، ونشراتنا الإخبارية الشيقة.
Close