القسم الأول هل أتاح الله للأزواج ضرب أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا؟ (1) هنا
أن يرد نص ما في كتاب شيء وأن يرد نص في القرآن الكريم شيء آخر. بما أن أكثر الناس اتفقوا على أن القرآن الكريم كلام الله عز وجل فإن كل كلمة في القرآن كلمة من عند الله. وإن ذكر في الآية (وَاللاّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) فإن الذاكر هو الله وفي الآية كلمة اعتبرها البعض واضحة هي “اضْرِبُوهُنَّ” بتعجيم الضاد التي كانت في الأصل مهملة فخرج بعض الرجال بفتوى منحوها لأنفسهم اعتبروا فيها حالة ضرب النساء موافقة من الله أو إيذاناً منه بجريمة ضرب النساء.
والافتراض في الحالات كلها هو أن الزوج له حق ضرب المرأة وإنه يمتلك القدرة العقلية على تقرير الحالات التي يعتقد أن الله خوّله فيها ضرب المرأة. ومن هذا الحق الاعتباري الذي لا نقاش في شأن القيام به في حالات خرج بعض الناس ينصح آخرين بالحالات التي تستدعي ضرب المرأة، والأدوات التي يمكن استخدامها لتنفيذ هذه الجريمة.
والملفت في أشخاص رأوا في أنفسهم القدرة على تقديم النصائح المتصلة بجريمة ضرب المرأة أنهم يتمتعون بحرية تبدو شاملة في التصريح بنصائحهم هذراَ أو شفاعة من دون الخوف من سوقهم إلى المحاكم بتهمة التحريض على ضرب المرأة، ولو خرج آخر ينصح بضرب ملك أو وزير في أية حالة كانت لكان مصيره السجن أو ربما أكثر من ذلك. ولم نسمع عن مظاهرات خرجت فيها نساء مسلمات إلى الساحات للتنديد بمن يريد ضربهن لأي سبب كان، لذا يبدو أن شأن ضرب المرأة من أنواع المسلمات ربما لكثرة حالاته وقناعة أزواج كثيرين أنهم مخولون ضرب نسائهم دونما خوف من عقاب لا في الدنيا ولا في الآخرة.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: هَذِهِ الأَفْعَالُ عَلَى تَرْتِيبِ الْجَرَائِمِ، فَإِنْ خَافَ نُشُوزَهَا بِأَنْ ظَهَرَتْ أَمَارَتُهُ مِنْهَا مِنَ الْمُخَاشَنَةِ وَسُوءِ الْخُلُقِ، وَعَظَهَا، فَإِنْ أَبْدَتِ النُّشُوزَ هَجَرَهَا، فَإِنْ أَصَرَّتْ عَلَى ذَلِكَ ضَرَبَهَا. وكيف أن الله خَتَم الآية بقوله: (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا)، فليست المسألة تَسَلُّط، وإنما هي أدَب وعلاج، فمتى ما استقامت المرأة، فلا يَجوز ظلمها، قال القرطبي: قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ) أَيْ تَرَكُوا النُّشُوزَ (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) أَيْ: لا تَجْنُوا عَلَيْهِنَّ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ. وَهَذَا نَهْيٌ عَنْ ظُلْمِهِنَّ بَعْدَ تَقْرِيرِ الْفَضْلِ عَلَيْهِنَّ وَالتَّمْكِينِ مِنْ أَدَبِهِنَّ. فالضَّرْب أشْبَه شيء بالْكَيّ، فهو علاج أخير، وإن كان مَنْهِيًّا عنه.”
العصمة مسموح له أن يقول لا توجد عقوبة.
جهد تأصيل كلام العربية سيستمر واستحضار “التنكيل” بمن يكشف أخطاء جماعة تفسير القرآن الكريم إرهاب فكري لاحضارة فيه ولا فكر وليس له مكان في دين حضاري مثل الاسلام
هل أتاح القرآن للرجال ضرب النساء؟
الجزء الثاني
مفهوم العصمة
العصمة لله وحده وليس لجماعة التفسير والكلام عصمة وقدر إلا بقدر جودة اشتغالهم لا مجرد الاشتغال، لكن أخطاء التنقيط والتشكيل بالمئات. مثلاً، عندما عرض الطبري اجتهادات المفسرين لتفسير الآية (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ – 98) اضطربت الجماعة في تحديد معنى “حصب” فرأى ابن عباس انها “شجر جهنم” ونقل عن مجاهد مثله وكذا قتادة، ثم نقل عن ابن عباس ثانية “وقودها”، وقيل في الشرح: كل ما هيجت به النار وأوقدت به فهو عند العرب حصب لها.
ولا علاقة لكل هذا بمعنى الكلمة فإنما هي حصوات كبار توضع في التنور فتمتص الحرارة من الحطب المحترق وتسهم في انضاج اللحم أو الخبز حتى بعد احتراق الحطب أو مادة الحرق. والتحديد سهل على مؤصل الكلام الذي ينظر الكلمة فيحدد أصلها الثنائي “حص” أي الحصى. أما من لا يعرف أصول العربية فربما وجدته يهتدي بالقياس او الابتكار، ومنهم عكرمة: «حَصَبُ جهنم هو حَطَبُ جهنم بالحَبَشية » (لسان العرب، حصب)، وفي هذا المطلب أيضاً: «الحَضَبُ لغة في الحَصَب ومنه قرأَ ابن عباس حَضَبُ جَهنمَ منقوطة، قال الفرَّاءُ يريد الحَصَبَ”.
هنا “فتوى لغوية” يبدو لتأصل الكلام أن بعض الجماعة سعت فيها إلى التغطية على خطأ ابن عباس فاعتبرت “الحضب لغة في الحصب”. هذا كلام لا يجوز في لغة نزل بها القرآن، ذلك أن اعتبار “حضب” مثل “حصب” إلغاء أصل الكلمة الثنائي، وهو أصل عريق منه عمل الاحصاء (حص) والحساب (أصلها حصب، هوّنت إلى حسب في كلام أهل الشمال). لكن لينظر المسلم الواعي كيف انبرى الكسائي للتغطية على جهل ابن عباس إذ زعم: «حَضَبْتُ النارَ إِذا خَبَتْ فأَلْقَيْتَ عليها الحَطَبَ” (المطلب نفسه) فاخترع كلمة لا وجود لها.
إذا قيل في لسان العرب “الحَضَبُ لغة في الحَصَب” فالقول يعني ضمناً هذه النقطة فوق ضاد حضب، فلماذا لا يؤخذ هذا الاعتبار في كلمة “اضربوهن”. الكلمة في الأصل مهملة، نُقّطت في سواد العراق فلماذا لا ينظر السيد سحيم أو غيره في هذا الاحتمال فربما كانت الكلمة “اصربوهن”.
مثال آخر من لسان العرب: صرع: الصَّرْعُ والصِّرعُ والضِّرْعُ: الضرْبُ والفَنُّ من الشيء… ابن الأَعرابي: يقال هذا صِرْعُه وصَرْعُه وضِرْعُه وطَبْعُه وطَلْعُه وطِباعُه وطِبَيعُه وسِنُّه وضَرْعُه وقَرْنُه وشِلْوُهُ وشُلَّتُه… قول الشاعر: ومَنْجُوبٍ له منْهُنَّ صِرْعٌ يَمِيلُ إِذا عَدَلْتَ بهِ الشّوارا، هكذا رواه الأَصمعي، أَي له مِنْهُنَّ مثل. قال ابن الأَعرابي ويروى ضِرْعٌ بالضاد المعجمة… الصِّرْعانِ والضِّرْعانِ بالكسر المِثْلانِ.”
ولينظر المسلم العاقل كلمة “ضرب” ويفكر بحالاتها فربما وجدها من كلام المجاز شبه المطلق: “ضرب مثلاً، ضرب البعير الناقة، ضرب أخماساً بأسداس، ضرب الهم قلبه، ضرب بالمندل،” وغيرها عشرات. ألا يمكن القول: “أضرب الرجل عن نكح زوجته؟”
ربما قال البعض إذا كان هناك احتمال بنسبة واحد في المئة أن الكلمة لا تعني ما افترض بعض المفسرين معناها فربما لا يجوز فرض المعنى الذي يريده المفسرون. لا يمكن اتهام من عرض رأيه في معنى مغاير بأنه انهزامي يساير الغرب الكافر. من المضروبة، في هذه الحالة، سوى اخته أو أمه أو جارته؟
إذا كانت الكلمة “اصربوهن” فما هي معانيها؟
لسان العرب: «صرب: الصَّرْبُ والصَّرَبُ اللبن الحَقينُ الحامِض وقيل هو الذي قد حُقِنَ أَياماً في السقاءِ حتى اشتدَّ حَمَضُه.”
المعنى واضح: هذه حالة لبن حقن أياماً في السقاء حى اشتد حمضه، أي أنه هجر أياماً.
مثال آخر من مطلب “صرب” نفسه: «قدم أَعرابي على أَعرابية وقد شَبِقَ لطول الغيبة فراودها فأَقبلت تُطَيِّبُ وتُمتعه فقال فَقَدْتُ طَيِّباً في غير كُنْهه أَي في غير وجهه وموضعه فقالت المرأَة فقدْتَ صرْبة مستعجلاً بها عنت بالصربة الماء المجتمع في الظهر وإِنما هو على المثل باللبن المجتمع في السقاءِ.»
المعنى واضح هنا أيضاً والحالة حالة تطلب فيها اجتماع الماء (المني) في الظهر وقتاً أو أياماً. وهذا مثال ثالث: “قال القتيبي قوله صَرْبى مثل سكرى من صَرَبْت اللبن في الضرع إِذا جمعته ولم تحلبه وكانوا إِذا جدعوها أَعْفَوْها من الحلْب وقال بعضهم تجعلُ الصرْبى من *الصَّرْموهو القطع بجعل الباءِ مُبدلَة من الميم.”*
إذاً هو حالة قطع ومن القطع الانقطاع.
لذا يبدو لتأصيل الكلام أن السائل مصيب والسيد سحيم غير ذلك، إلا أنه يبدو لتأصيل الكلام أن الخطأ غير محصور بالسيد سحيم ذلك أن اسم الموقع نفسه عجيب، أي مشكاة – شبكة مشكاة الاسلامية.
كيف اختار أصحاب هذا الموقع مثل هذا الاسم؟
من جماعة التفسير: الطبري: وقوله: (كَمِشْكَاةٍ ) اختلف أهل التأويل في معنى المشكاة والمصباح، وما المراد بذلك، وبالزجاجة، فقال بعضهم: المشكاة كل كوّة لا منفذ لها، وقالوا: هذا مثلُ ضربه الله لقلب محمد صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص، عن شمر، قال: جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار، فقال له: حدثني عن قول الله): مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ( ، قال: المشكاة وهي الكوّة، ضربها الله مثلا لمحمد صلى الله عليه وسلم ، (المشكاة فيها مصباح) ) المصباح قَلْبِهِ ( فِي زُجَاجَةٍ ) الزُّجَاجَةُ صدره ( الزجاجة كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) شبه صدر النبي صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدريّ، ثم رجع المصباح إلى قلبه فقال: (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ (لم تمسّها شمس المشرق ولا شمس المغرب،) يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ) يكاد محمد يبين للناس، وإن لم يتكلم أنه نبيّ، كما يكاد ذلك الزيت يضيء) وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُور)
حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: (كَمِشْكَاة) يقول: موضع الفتيلة.
وقال: آخرون عنى بالمشكاة: صدر المؤمن، وبالمصباح: القرآن والإيمان، وبالزجاجة: قلبه.
من أين جاء المفسرون بمثل هذا الكلام؟
لو كانوا يعرفون أصول العربية فربما قال أحدهم: مشكاة من شك، فهذا أصل ثنائي واضح تماماً. الشك في الأصل هو الشوكة وفي الشِعر: “وسطا عليه وشك حبة قلبه”، أي طعنه وقتله. ولينظر هذا في لسان العرب: شوك: “الشَّوْكةُ السلاح وقيل حِدَّةُ السلاح ورجل شاكي السلاح وشائكُ السلاح؛ أَبو عبيد: الشَّاكي والشائك جميعاً ذو الشَّوْكة والحدّ في سلاحه؛ أَبو زيد: هو شاكٍ في السلاح وشائك؛ قال: وإنما يقال: شاكٍ إذا أَردت معنى فاعل فإذا أَردت معنى فعِلٍ قلت: هو شاكٌ للرجل، وقيل رجل شاكي السلاح حديدُ السِّنانِ والنَّصْل ونحوهما.”
هي إذا نوع مخصوص من الخناجر مدبب الرأس كان الكهنة يستخدمونه في معابد بلاد الرافدين لقتل الاضاحي على مناضد خاصة للقرابين. بما أن المعنى الأساسي النحر فهو شامل لمكان النحر سواء كان منضدة خاصة بالقرابين أو المذبح نفسه.
وهذه تخليد للكلمة في الآكادية وهي شقيقة العربية القديمة من الأصل العاربي في عصر الحجر:
maškittu : [Religion] : a table of offering , a sacrificial table , an altar ;
والرابط:
http://www.assyrianlanguages.org/akkadian/dosearch.php?searchkey=2232&language=id
التخويل
النقطة الثالثة في رد المجيب السيد السحيم هي هذه: مَن هو المخوّل والذي يحقّ له تفسير القرآن الكريم ؟
ملحقة برابط هو هذا:*
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=73809
ومما جاء في محتوى الرابط الذي ورد في رد السيد سحيم لكن المحتوى لم يذيل باسم لسبب لم يوضح:
*_لا يجوز لأحد أن يتكلّم في تفسير القرآن إلاَّ بِعِلْم؛ لأن الْمُتكلِّم في تفسير القرآن يَكشِف عن مُراد الله. ولذا كان السلف يُشدِّدون في تفسير القرآن .
قال الإمام مالك بن أنس: لا أُوتي بِرَجُلٍ غير عالم بِلُغَاتِ العَرَب يُفَسِّر كِتاب الله إلاَّ جَعَلْتُه نَكَالاً.*
أين العلم في تفسير “مشكاة”؟
وفي الحتوى: «ولَمَّا كَان القُرْآن الكَرِيم نَزَل بِلُغَة العَرَب… كَان مِن شُرَوط الْمُفَسِّر أن يَكُون على دِرَاية باللغَة العَرَبية .روى عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن ابن عباس قولَه : تَفْسِير القُرآن على أرْبَعَة وُجُوه :تَفْسِيرٌ تَعْلَمه العُلَمَاء، وتَفْسِيرٌ تَعْرِفُه العَرَب، وتَفْسِيرٌ لا يُعْذَر أحَد بِجَهَالَته – يَقول: مِن الْحَلال والْحَرَام – وتَفْسِيرٌ لا يَعْلَم تَأويلَه إلاَّ الله، مَن ادّعَى عِلْمه فهو كَاذِب … إلاَّ أنَّ القَول بِتَفْسِير القُرآن بِلغُة العَرَب لا بُدَّ له مِن قَيد، وهو أنْ يَجْرِي على أصُول الْمُفُسِّرِين، وأن لا يَكون نَتِيجَة مُسَارَعَة في تَفْسِير القُرآن بِظَاهِر العَرَبِيَّة. فَمَن لَم يُحْكِم ظَاهِر التَّفْسِير وبَادَر إلى اسْتِنْبَاط الْمَعَاني بِمُجَرَّد فَهْم العَرَبية كَثُر غَلَطُه، ودَخَل في زُمرَة مَن فَسَّر القُرآن بالرَّأي، والنَّقْل والسَّمَاع لا بُدّ لَه مِنه في ظَاهِر التَّفْسِير أوَّلاً لِيَتّقِي به مَواضِع الغَلَط، ثم بعد ذلك يَتَّسِع الفَهْم والاسْتِنْبَاط” . قاله القرطبي.
أين الدراية باللغة العربية في تفسير “مشكاة”؟ أين هو التفسير المستند إلى علم ابن عباس أو علم كعب الأحبار؟
هذا كلام غير مفهوم، وغير مفهوم أيضاً أن يعيد موقع مشكاة للمرة الثانية التهديد بكلام التنكيل الذي زعم رده إلى مالك بن أنس. إذا شاء أحدهم احترام مالك أو غيره فهذا من حقه لكن ليس من حق أحد ترديد كلام التنكيل لأي سبب وإلا لقيل: من هو مالك بن أنس حتى يهدد الناس؟
ما كل من اشتغل بالتفسير عالم، ولا كل من فسر أصاب، وليس من بين أهل التفسير قاطبة من يعرف ما هو أصل اسم الله وما هو أصل القرآن وما هو أصل سورة وما هو أصل آية، وليس من بين أهل الكلام من عرف أن أصول كلام العرب النوى اللغوية الثنائية، ولا يوجد سبيل آخر للتحقق من كلام العرب سوى معرفة معاني النوى اللغوية الثنائية. لو كان مالك بن أنس يعرف كلام العرب جيداً لما استخدم لفظة مثل “نكال” لها ثبت في الآكادية بمعنى المزاح لأن نواتها اللغوية *نك > نكح:
niklu nakālu: to play a trick
ومثلها النكاح:
nīku (2): [Moral life] fornication, sexual intercourse, coition / coitus, making love / kucking, adultery, rape.
من الصعب على العاقل فهم السبب الذي يعصم “السلف” عن الأخطاء أو الزعم أنهم يعرفون ما لا يعرفه الناس اليوم إلا أن يكون الهدف استمداد جماعة كلام الزمان أهمية لا يستحقونها من أهمية سلفية مزعومة، ولا يُحسب أن هذا هو الهدف في العموم. لكن يبدو لتأصيل الكلام أن بعض من اعتبر نفسه من “أهل العلم” اعتبر نفسه ايضاً من “الراسخين في العلم”. الفرق بين الاثنين هائل لمن يتمعن في الآية 7 من سورة آل عمران: «هوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ.”
القرآن كلام الله وليس في تفسير كلام الله اجتهاد أو ابتكار أو اختراع أو رد كلام العرب إلى الحبشة وغيرهم أو استنجاد ابن عباس بكعب الأحبار وكأن الأخير يعرف ما لا يعرفه غيره. ليس غير بعض المفسرين السلف من استحضر كوارث التفسير في سور مثل الأعراف أو التكوير حيث “التكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فَرُمِي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأوّلناه وبيَّناه لكلا القولين اللَّذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كُوِّرت ورُمي بها، ذهب ضوءها”.
نهاية الرسوخ في العلم ليس الخلط بن التكوير والتقوير فما الشمس كرة القدم التي يلعب بها وإنما نهاية الرسوخ في العلم من “يقولون آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا” سواء كانت الكلمة “مشكاة” أو “اصربوهن/اضربوهن”.
مرحى للسائل فليس الاسلام من يقول بضرب النساء لأي سبب.
في حلقات قادمة:
لماذا لا تعرف جماعة تفسير القرآن الكريم أصل اسم الله؟
لماذا لا تعرف جماعة تفسير القرآن الكريم أصول القرآن والسورة والآية؟
جماعة تفسير القرآن الكريم و”الفقهاء” أقاموا مفهوم التشريع في الاسلام على ترجمة لا صحة لها لمطلب “شرع”
الجزء الأول هنـــــــا
Facts Everyone Must Know About Domestic Violenc
WOMEN : VICTIMS OF VIOLENCE |
Last modified: 4 يناير، 2023