في *أل, آلهة من البشر بقلم

“عرج” من كلام الأديان القديمة

المعراج: ليس في القرآن الكريم تأكيد لزعم المفسرين أن المقصود بحالة المعراج النبي (ص) و”ذو مرة” من أشهر الشخصيات في تاريخ الأديان وله نسب عربي عريق

في موقع ملتقى أهل التفسير: “قرأت بحثاً للأستاذ محمد بن رزق بن طرهوني عنوانه: الإسراء والمعراج: الرواية المتكاملة الصحيحة ورابطه
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=94&book=2509
خلاصته بعبارته: “أن العلماء عندما رأوا الاختلافات الشديدة بين الروايات لجأ كثير منهم إلى حملها على التعدد هرباً من التوفيق لصعوبته، خاصة مع عدم الاقتصار على الروايات الصحيحة والنظر في ضبط الرواة؛ فمن أهل العلم من قال بتكرر الإسراء وتكرر المعراج عدة مرات، ومنهم من قال بحدوثهما مناماً ثم حدوثهما يقظة، وغير ذلك. وبحمد الله تعالى بعد دراستي للروايات دراسة ممحصة متعمقة: من جهة الأسانيد أولا،  ثم من جهة المتون ثانيا، ثم من جهة موافقة العقل للنقل ثالثا، تبين لي ما جعل الروايات كلها تلتئم: (وهو القول بكون المعراج الذي حدث في ليلة الإسراء كان بالروح فقط أثناء النوم توطئة وتمهيداً لرحلة الإسراء بالجسد والروح معاً، وأن المعراج بالروح مناماً تكرر ولا مانع من ذلك، وقد يكون مرة وقد يكون عدة مرات حيث إنه لا يعدو أن يكون انطلاقة للروح، وهو أمر غير مستبعد تكرره لغير الأنبياء فكيف بالأنبياء ؟)
رابط هذه المقدمة هنا:
http://vb.tafsir.net/tafsir20509/ – .VUXZLo6qpBc
إذاً، هذه “مداخلة” في محاولة فهم اشتراك الاسراء والمعراج وُصفت بأنها: “الرواية المتكاملة الصحيحة”، فهذا شأن يشبه شأن كتاب آخر له وصف استباقي هو “صحيح” أي صحيح البخاري، فلا يُعرف إن كان البخاري اختار لمجلداته هذا الوصف (صحيح) أم اختارته جماعة الحديث ذات الاشتغال نفسه لفرض صحته على الناس بدل السماح لهم  بتدبر شأنه والتقرير إن كان محتواه صحيحاً أم أن ابتعاد البخاري عن منبع الأحاديث في الزمان والمكان يبعد، كما رأى البعض، احتمال صحة ما ورد فيه.
وما تقدم مثال من أمثلة كثيرة ربما رأى بعض الناس فيها استخفافاً واضحاً بعقولهم. وربما قيل إن الأنسب من وصف بحث ما بتقديم مثل “الرواية المتكاملة الصحيحة” أن يعطي الباحث الناس الفرصة لدراسة بحثه ثم السماح لهم بالتقرير إن كان في البحث ما يدعم الزعم أنه “متكامل” أو “صحيح” أو غير ذلك.
وقيل في الماضي إن المشكلة ليست في بحث أو اثنين أو أكثر أو موضوع معين أو مواضيع، لكن في منهجية بعض جماعة التفسير والحديث التي زعم باحثون إنها تعتمد الوهم الذاتي بالدقة والصحة والصواب وربما الكمال بمد نصوصهم بشيء من القدسية المكانية من النصوص الرآنية المعالجة، ثم تعميم هذا الوهم على اشتغال جماعة التفسير فهي، كما يُقال، جماعة واحدة من خلف منهم ومن سلف، فرضت على الناس الأوصاف التي اختارتها الجماعة لبعضهم البعض وصارت تتحدث باسم الأمة أو تعرّف نفسها بكلام مثل “حبر الأمة” (وهي لفظة عبرانية أصل الباء فيها باء مثلة  (p) أو “أئمة الكلام” أو “العلماء”، وغير ذلك.
وأصاب المقدم إذ عرض أحد أسباب إعادة باحث معاصر النظر في تفسير المفسرين قبل أكثر من ألف عام، أي منهجية بعضهم في  اعتماد حالة الاغراق في حال الشك، وهذا في القول: “إن العلماء عندما رأوا الاختلافات الشديدة بين الروايات لجأ كثير منهم إلى حملها على التعدد هرباً من التوفيق لصعوبته.”
إن الاحتكام في تفسير أي آية هو إلى القرآن نفسه. إن عرف المفسر معناها عرضه على الناس؛ إن لم يعرفه وجب عليه القول: “علمه عند ربي”. لا توجد حالة ثالثة، عرضها الباحث أعلاه. لا يوجد سبيل ثالث لأن السبيل الآخر انتقال إلى التقويل.
لكن ما هو سبيل المفسر إلى معرفة معاني أية ما؟
إنه فهم كلمات الآية.
وما هو طريق فهم كلمات الآية؟
تحديد أصولها الثنائية.
لا يوجد سبيل آخر.
جماعة التفسير لا تعرف أصل اسم الله لأنها لا تعرف الأصل الثنائي لاسم الله.
لماذا؟
لأنها ظنت أن الثلاثي الصحيح أصل الكلام.
أصل اسم “الله” موجود في القرآن نفسه لكن بعض المفسرين أنكروا وجوده؟ الوحيد الذي يبدو أنه قرآ الآية التي تتضمن أصل اسم الله قراءة صحيحة هو ابن الكلبي فانفرد عن باقي النقلة بتحديد أصل اسم الله (ال)، وهذا رابطه:
https://plus.google.com/110454195373647319246/posts/EkRecpLzvS3
وعرض تأصيل الكلام استنتاجاته في شأن الاسراء وهذا رابط العرض:
https://plus.google.com/110454195373647319246/posts/hNn5kbH1jeU
وهذا اعتبار تأصيل الكلام في المعراج:
في موقع هدى القرآن:
“من المعروف والمشهور بين علماء الإسلام (هكذا ورد الزعم في النص: معروف ومشهور ولم يعرض الزاعم لماذا هو معروف ولماذا هو مشهور ) أنَّ رسول الله (ص) عندما كان في مكّة أسرى به الله تبارك وتعالى بقدرته من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن هناك صعد به إلى السماء “المعراج” ليرى آثار العظمة الرّبانية وآيات الله الكبرى في فضاء السماوات، ثمّ عاد (ص) في نفس الليلة إلى مكّة المكرمة. والمعروف المشهور أيضاً (هكذا ورد في النص) أنّ سفر الرسول (ص) في الإسراء والمعراج قد تمَّ بجسم رسول الله (ص) وروحه معاً. الرابط:
http://hodaalquran.com/details.php?id=9305
إذاً، هذا كاتب آخر بدأ كلامه بالتأكيد حتى قبل أن يعرض الأسباب المقنعة: “من المعروف والمشهور بين علماء الإسلام”.
وبمثل هذا البداية، التي ربما قيل إنها غير بعيدة عن الاستخاف بعقول الناس والفجاجة والفرض، أغلق الباب على آراء واجتهادات لو اطلع على تفسير مثل تفسير الطبري لوجدها. لكن لو نظر العاقل إلى ما عرضه هذا الكاتب لوجد بعض الأسانيد والكثير من الروابط التي ربما كانت واهية بينها، أي أنه استخدم للاثبات المادة التي رأى البعض أنها مادة الخلاف نفسها.

الصورة:لوحة مُتخيلة للمعراج زينت بها أعمال الشاعر نظامي كنجوي (1141-1209) بالفارسية يبدو فيها البراق في هيئة تماثل لوحات أخرى عن الاسراء.
“Miraj by Sultan Muhammad” by Sultān Muhammad – http://www.mirror.org/greg.roberts/MirajB1.jpg. Licensed under Public Domain via Wikimedia Commons – http://commons.wikimedia.org/wiki/File:Miraj_by_Sultan_Muhammad.jpg#/media/File:Miraj_by_Sultan_Muhammad.jpg

الآيات التي عُرضت في شأن المعراج هذه: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى {13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى {14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى {15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى {16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى {17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى {18})  – (النجم/13-18).

لكن لو تمعن الانسان في هذه الآيات الكريمة فربما وجد أن الحديث فيها في الغائب: “رآه، لقد رأى”، فمن هو الذي رأى، النبي محمد أم غيره؟

ربما كان الجواب في آيتين من السورة نفسها لم ينتبه إليهما العارض: (2) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى؛ (6) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى.

من هو “صاحبكم” ومن هو “ذو مرة”؟

ليس في الآية وما قبلها وما بعدها ما يجزم أن المقصود بلفظة “صاحبكم” النبي محمد. هذه حالة في الغائب لحقتها حالة في الغائب أيضاً (ذو مرة). بما أن “ذو مرة” ليس النبي محمد كما سيتبين بعد قليل فالحديث ربما كان عن شخص غير النبي وليس في الآية قطع أنه النبي محمد.

في تفسير الطبري: وقوله: ( ذو مرة فاستوى ) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (ذو مرة)  فقال بعضهم: معناه: ذو خلق حسن.

ذكر من قال ذلك:
– حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله ( ذو مرة ) قال: ذو منظر حسن .

– حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( ذو مرة فاستوى) : ذو خلق طويل حسن .

– قال آخرون: بل معنى ذلك: ذو قوة .

ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى؛  وحدثني الحارث قال: ثني الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( ذو مرة فاستوى ) قال: ذو قوة جبريل .

– حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان ( ذو مرة ) قال: ذو قوة.

– حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ) ذو مرة فاستوى)  قال: ذو قوة، المرة: القوة.

– حدثنا ابن حميد قال: ثنا حكام عن أبي جعفر عن الربيع ( ذو مرة فاستوى)  جبريل عليه السلام .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4658&idto=4658&bk_no=50&ID=4712

إذاً، لا يعرف المفسرون ما هو المقصود بالآية: «ذو مرة ” لكن أحداً منهم لم يقل “علمه عند ربي” فتقوّلوا كل حسب تصوره.

لكن ربما سأل العاقل نفسه: كيف يستوي أن يُقال إن معنى “ذو مرة” هو “ذو خلق حسن” مرة و”ذو خلق طويل حسن” مرة ثانية و”ذو قوة جبريل” ثالثة، أو أن يزعم ابن زيد أن “المرة” تعني “القوة” وأن (ذو مرة فاستوى)  هو جبريل عليه السلام؟

ليس في الآية شيء من هذا فمن أين جاء هؤلاء بمثل هذا الكلام التقويلي بلا سند غير كلامهم هم وكأنهم يعرفون الغيب؟

ثم يقال بما أن المفسرين لا يعرفون معنى “ذو مرة” فمن هو المجتهد الذي قرر خفض ميمها ونصب رائها “مِرَّةٍ”؟

في شرح “ذو” في لسان العرب:

1- ذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحِبُ ذلك كقولك فلان ذُو مالٍ؛
2- الذَّوُون (أيضاً الأذوان) الأَملاك المُلَقَّبون بذُو كذا كقولك ذُو يَزَنَ وذُو رُعَيْنٍ وذو فائشٍ وذُو جَدَنٍ وذُو نُواسٍ وذو أَصْبَح وذُو الكَلاعِ وهم مُلوك اليَمن من قُضاعَةَ وهم التَّبابِعة.

هل يمكن إلحاق “مرة” بأسماء ملوك اليمن، أي “ذو مرة”؟

إذا كان ذلك ممكناً فمن هو “مر” أو “مرة”؟

“مر” اسم خفي على مفسري القرآن لأنهم لا يعرفون تاريخ الأديان ولا يلام الانسان على خطأ لجهل بل على تخطيء لمعرفة. المفسرون جميعاً ينتمون إلى عصور سالفة أساس عمله الاجتهاد أو النقل عن بعضهم البعض. لو نظر باحثو العصر في كتب تاريخ الأديان، وهي بالألوف، فربما وجدوا أن “مر”  أحد أشهر الأسماء في تاريخ الأديان في المطلق، وعثر منقبون عن الآثار في بلاد الرافدين على كتاب صلوات له تضم عدداً كبيراً من الفقرات التي تشبه آيات في التوراة، وربما كان تنسيق الكتاب الأصل الذي سار عليه بعض الكهنة اليهود في كتابة ما يعرف باسم التوراة البابلية أو الاسرائيلية. وقيل هنا “آيات” لأن أصل الكلمة سومرية وإنما تعارف الناس قديماً على الكلمة وكلام القرآن كلام الله لكنه أيضاً كلام الناس فمعروف ومشهور أن القرآن أنزل بالعربية لكنه لم يُنزل العربية فهي كلام الناس في الجاهلية وقبلها.

وليست المشكلة أن مر غير معروف وإنما لم يفتش المفسرون  في مراجعهم عنه فيما هو في لسان العرب، فلتُنظر الكلمة فيه:

1- مرر: المرّ الواحد والمُرارَةُ أَيضاً بقلة مرة وجمعها مُرارٌ، والمُرارُ شجر مُرٌّ؛
2- مَرَّ عليه وبه يَمُرُّ مَرًّا أَي اجتاز ومَرَّ يَمُرُّ مرًّا ومُروراً ذهَبَ واستمرّ مثله؛
3- في حديث الوحي إِذا نزل سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرَارِ السِّلْسِلَةِ على الصَّفا؛
4- المِرَّةُ القوّة وشده العقل أَيضاً، ورجل مرير أَي قَوِيُّ ذو مِرة؛
5- مَرَّارٌ ومُرَّةُ ومَرَّانُ أَسماء، وأَبو مُرَّةَ كنية إِبليس؛
6- مُرامِرٌ اسم رجل، قال شَرْقيُّ بن القُطَامي إِن أَوّل من وضع خطنا هذا رجال من طيء منهم مُرامِرُ بن مُرَّةَ؛
7- قال المدايني: بلغنا أَن أَوَّل من كتب بالعربية مُرامِرُ بن مروة من أَهل الأَنبار ويقال من أَهل الحِيرَة؛
8- مُرٌّ أَبو تميم وهو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ؛
في كتب الأنساب: محُمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ.

ونقل في موقع “مركز الفتوى” عن تآليف النقلة: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وليلاحظ أن الاسم ورد مرتين بصيغة “مر” في الشرح الثامن في لسان العرب، واسم “مُرَّةَ” في الأنساب وهذه ثالثة:
قال أبو محمد عبد الملك بن هشام هذا كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب واسم عبد المطلب شيبة ابن هاشم واسم هاشم عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف المغيرة بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة ابن مدركة واسم مدركة عامر بن اليأس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان بن أدد (سيرة ابن اسحاق، ج 1، ص 1).

إن مطلب “مرر” في لسان العرب يحتوي أكثر من 3000 كلمة عرض فيه ابن منظور آراء مجموعة كبيرة من اللغويين والمفسرين وغيرهم منهم ابن سيده وابن الاعرابي وابن جني والزجاج وسيبويه واللحياني والكسائي وأبي عبيد وابن الكلبي وأبي منصور وابن الأثير والجوهري والأصمعي وابن السكيت وأبي ذؤيب وابن بري وأبي الدرداء وابن النحاس وسمرة بن جندب، فأجاد إذ جمع من كل هؤلاء ما أودعه مطلب “مرر” وأعلى فضله في خدمة العربية.

لكن ابن منظور خلط الكلام خلطة فظيعة وترك للباحثين في علم تأصيل الكلام مشقة فصل قليل الحب عن تلال القش.

مثلاً، من الواضح للقارىء الواعي أن شرح ابن منظور يخلط معاني كلمتين لا علاقة لهما ببعضها:
1- المر من الطعام فهذا هو المعنى الطبيعي للنواة اللغوية أو الأصل الثنائي *مر. والمر والمرارة على لسان أهل المحكيات التي هي حديث الناس من ألوف السنين، وعرضها المنظور في أول المعاني،
2- باقي المعاني لا علاقة لها بالمعنى الطبيعي، أي بمذاق المر من الطعام والشراب، وإنما لها علاقة مباشرة بزعيم عربي مشهور جداً هو زعيم الأموريين المنسوبين إليه، لكن في التاريخ بين أيدي طلابنا حُرّف الاسم إلى “عموريين” وإنما نسبة الأموريين إلى مُرٌّ والد تميم، وهو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ.

إن ابن منظور، مثله مثل سائر جماعته، لا يعرف أصول كلام العربية التي اشتغل بها، ولا يُلام الانسان على جهل، لكنه قدم للباحثين في تأصيل الكلام مصدراً مفيداً وإن كان معظم جهد التأصيل ضاع في “غربلة” الكلام وتحديد مظاهر الفساد الفظيع في عربية النصوص، لكي تتحقق الغاية الأساسية من تأصيل الكلام أي إعادة بناء العربية وفق مبانيها الصحيحة لا وفق المباني التي تخيلها الخليل وغيره.

إن أحد سبل فهم سبب الحديث عن حالة مثل “عرج” و”المعراج” تحديدها من مفاهيم ثقافات وديانات تختلف عن المفاهيم الثقافية والدينية في جزيرة العرب مثل المفاهيم السائدة عند الفرس وغيرهم دخلت إلى العربية من بوابة المشتغلين بالكلام والتفسير في الاقليم البابلي.

وربما قيل إن الكلمة في سورة قرآنية اسمها “المعارج” وفعل واضح مثل “تعرج” (المعارج 4)، لكن يُقال أيضاً إن في القرآن قراءات أعمق بكثير من القراءة التي ظن المفسرون أنها القراءة الوحيدة. وربما قيل إن إشارات معروفة في سور مثل المعارج والجن والنجم والأعراف والصافات، وغيرها، في غاية الأهمية لمؤرخي الأديان وبعضها حرج جداً وفي مرتبة عالية من التوثيق انفرد به القرآن واستعصى فهمه أو تحديده على مؤرخي الأديان.

لغوياً “عرج” سابقة ثلاثية للنواة اللغوية الشهيرة *رﭺ (بالجيم المثلثة) مُرحلة إلى العربية الشمالية في *رج. لهذه النواة المعاني الطبيعية التي تشمل عمل الارتجاج لكن لها بعض المعاني المتصلة بالأديان القديمة يمكن استخلاصها من كوم القش في مطلب “رجج” في لسان العرب في قول ابن منظور: “ارْتَجَّ الكلامُ: التبس ذكره”.

أما معناها الأكثر وضوحاً فهو في نسيلتها “رجم” (*رج+م) وفي ترجمتها في لسان العرب “رجماً بالغيب”، فهذه من صفات كهنة الأديان القديمة في بلاد الرافدين لكن أصل مفهوم الرجم بالغيب، أي التكهن، من جزيرة العرب. بما أن جيم رج الأصلية يمانية فربما كانت هذه من مفاهيم الأديان في اليمن انتقلت إلى مكة لأن قبائل اليمن العريقة أدارت شؤون مكة الدينية والتجارية ألوف السنين.

في الآكادية: “رجم أدد”.
1. rigim Adad: [Sky → Climate]  thunder.
Adad هو أُدِّ أو أُدِّد ولينظر اسم ابنه أعلاه، ثم لينظر الناس شرح مطلب رجم في لسان العرب.

وقيل أعلاه: “أَبو مُرَّةَ كنية إِبليس”.

ومعروف ومشهور أن عمل الرجم في الحج رجم الشيطان في مكان معروف ومشهور ومحدد. لماذا الرجم في مكان معروف ومحدد؟

لقد عرض أن مر من أشهر الشخصيات في تاريخ الأديان، وأن “عرج” من أصل ثنائي اتصل بعض معانيه بالرجم بالغيب أو الكهانة، فإنما الرجم، كما يبدو لتأصيل الكلام، لمكان كان فيه لمر كاهن قصده الناس للكهانة، وهذا ممكن لأن مفهوم الكهانة من مفاهيم جزيرة العرب، وأصل كهن الثنائي “كه” ومنها كهف، فإلى الكهوف انتموا لأنه يبدو أنها كانت زواياهم، وكهوف أو غيران مكة كثيرة.

وربما قيل إن معظم ما سيق على لسان مفسرين في النص أعلاه نوع من التكهن وليس في الاسلام تكهن أو كهنة أو كهانة أو هرمية دينية كما في أديان غيره. كلام القرآن واضح تماماً لا يحتاج إلى تفسير ولو كان يحتاج التفسير كان نزل ومعه تفسيره. إذا استعصت كلمة في القرآن على مسلم فالخروج من الاستعصاء سهل: “علمه عند ربي”. إذا كان المسلم قادراً على فهم كل كلمة في القرآن فهذا حسن، إن لم يفهم بعض الكلمات فما هي المشكلة؟

رأي هذا الكاتب أن المسلمين، وخاصة العرب منهم، لا يحتلفون بالنبي محمد احتفال غيرهم من المسلمين في الهند وباكستان وغيرها أو احتفال النصاري بعيسى. يوم الجمعة عند المسلمين في شبه القارة الهندية يوم احتفال بالرسول. فتاة باكتسانية نشرت على صفحتها في غوغل ما ترجمته: “البعض يقول إن الانسان لا يستطيع أن يحب شخصاً لم يره أو يعرفه، وأنا لم أر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لكنني أحبه.”

(Visited 1 times, 1 visits today)

Last modified: 31 ديسمبر، 2022

اشترك للحصول على نصائحنا الأسبوعية ، ومهاراتنا ، ومعداتنا ، ونشراتنا الإخبارية الشيقة.
Close